فضيلة الشيخ.. نحن أسرة محافظة... وعرف عن أجدادنا الاعتناء بالعلم وحب الخير للناس... غير أنني ألاحظ أن والدي وأعمامي تنصلوا من ذلك التاريخ المشرق، فأصبحت بيوتنا أوكارا للغيبة والنميمة والعبث وإضاعة الأوقات، لا تكاد تسمع ذكرا للعلم فضلا عن مدارسته كيف أجعل أهلي يتغيرون للأفضل وأنا من أصغرهم سنا في حدود الرابعة والعشرين من العمر؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله، وبعد: فإن العلم من تشبث به وبطلبه ومصاحبة المهتمين به رفعه الله درجات {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11]، وما يعيشه أهلك من تقهقر عن المنزلة التي وصلها آباؤهم سببه ما تعانيه البشرة اليوم من انكباب على الدنيا وانشغال عن الآخرة مما تسبب في تبدل كثير من الأخلاقيات والقيم، والعاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
وكون الأجداد بلغوا منزلة من الخير والفضل يجب أن يكون حافزا للأبناء للسير على آثارهم والأخذ من تركتهم.
ليس الفتى من يقول كان أبي *** ولكن الفتى من يقول هاأنذا
نرحب بك أيها الفاضل وندون لك بعض المقترحات لعلها تكون معينة لك في تقويم مسار سفينتكم العائلية:
1- عليك بإصلاح نفسك أولا وكن قدوة لغيرك في المحافظة على السلوك القويم، تعلم العلم واهتم بالعلماء ومجالستهم.
2- الدعاء بصلاح الحال والنصح لكل مسلم والحرص على الخير.
3- عليك بالعمل على إحياء درس علمي للجماعة يكون له موعد محدد.. ويحسن أن تكون هناك فقرات مخصوصة للسلوك وما يتوجب على المسلم أن يتحلى به من الأخلاق النبيلة.
4- تذكيرهم بين الفينة والأخرى بالمنزلة والمسئولية الملقاة على عواتقهم من عمل على هداية الناس وتعليمهم والسير على سنن آبائهم السالكين نهج محمد صلى الله عليه وسلم.
5- التواصل مع الأهل وبناء العلاقات بشكل فردي يتيح فرصة النصح السليم بعيدا عن أعين الناس.
6- إيجاد بعض البرامج الهادفة لأبناء الأسر، ويكون ذلك بوضع بعض المسابقات المفيد التي يطلب من جميع الأطفال أن يشاركوا فيها... ويكون من ضمن أسئلتها ما نريد تعميقه من قيم حسنة.
